ها قد بدأ الحديث الجدي عن موسم العملات البديلة، ومع اقترابنا من شهر سبتمبر، تشير التوقعات إلى أن الانطلاقة الحقيقية قد تكون أقرب مما نتصور.
تقرير جديد من منصة "كوين بيس" يرصد تغيرات حاسمة في السوق قد تمهّد لما يُعرف بـ"موسم العملات البديلة" الكامل، حيث تنتقل الأنظار والاستثمارات من البيتكوين نحو عملات أصغر وأجرأ، فهل حان وقت التألق لنجوم السوق الثانوية؟
تراجع هيمنة البيتكوين.. هل بدأ التحول الكبير؟
تقول كوين بيس إن هيمنة البيتكوين على السوق – أي نسبة قيمته من إجمالي سوق العملات الرقمية – تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 6 أشهر، لتستقر عند نحو 59.5% بعد أن كانت 65% في مايو.
هذا الانخفاض يشير إلى بدء دورة دوران رؤوس الأموال نحو العملات البديلة، وهي مرحلة عادة ما تسبق انفجارًا في أداء هذه العملات.
ومن جهة أخرى، قفزت القيمة السوقية للعملات البديلة بنسبة 50% منذ بداية يوليو، ما يعزز احتمالية دخولنا مرحلة تصاعدية جديدة لها.
رغم أن مؤشرات "موسم العملات البديلة" ما تزال أقل من العتبة التاريخية (75 نقطة)، إلا أنها تتحرك صعودًا بسرعة ملحوظة – مؤشر CoinMarketCap، مثلاً، ارتفع من 25 إلى 44.
شروط موسم العملات البديلة تكتمل شيئًا فشيئًا
بحسب "ديفيد ديونغ"، رئيس الأبحاث في كوين بيس إنستيتيوشنال، فإن هناك ثلاثة شروط رئيسية ينبغي تحققها لدخول موسم العملات البديلة:
تراجع هيمنة البيتكوين
خلفية اقتصادية مناسبة (مثل خفض الفائدة الأميركية)
قصة قوية جديدة تقود السوق – وهنا التحدي القائم حاليًا.
وقد أظهر تقرير التضخم الأميركي هذا الشهر ثبات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) عند 2.7% سنويًا، ما رفع احتمال خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر إلى 92%.
خفض الفائدة يُشجع دخول السيولة إلى الأسواق عالية المخاطر، ما قد يعزز شهية المستثمرين نحو العملات البديلة.
الإيثيريوم يقود القافلة.. والمستثمرون المؤسسيون يتابعون
اللافت في هذا الموسم هو أن الإيثيريوم يبدو المحرّك الأساسي لانطلاق موسم العملات البديلة، بفضل الارتفاع الملحوظ في اهتمام المؤسسات.
أظهرت كوين بيس أن استثمارات صناديق الخزينة الرقمية وتزايد الثقة في السرديات المرتبطة بالعملات المستقرة والتمويل اللامركزي، تعزز من جاذبية الإيثيريوم كأصل استراتيجي.
وفي هذا السياق، يقول "جوانا ليانغ"، الشريك المؤسس لصندوق Jsquare في سنغافورة:
"كل دورة صعودية كبرى كانت مدفوعة بقصة ملهمة: الطروحات الأولية في 2017، بروتوكولات Layer 1 في 2019، التمويل اللامركزي والـNFTs في 2021. هذه المرة ننتظر إشارة قوية من السوق الأولي تشعل فتيل الدورة."
رغم أن السوق يُظهر إشارات مبكرة على ولادة موسم بديل، إلا أن الشرارة المحفزة الكبرى لا تزال مفقودة. قد تكون هذه الشرارة تطبيقاً ثورياً جديداً، أو بروتوكولًا فريدًا، أو موجة جديدة من الاستثمار المؤسسي الذي يركز على بروتوكولات محددة.
وفي حال استمر انخفاض هيمنة البيتكوين مع ازدياد الثقة بالسوق، فإن سبتمبر قد يحمل معه المفاجآت المنتظرة لحاملي العملات البديلة.