$BTC

بينما يتجاوز سعر البيتكوين في الأسواق العالمية حاجز 110,000 دولار، تكشف تقديرات محلية أن تكلفة إنتاجه في إيران لا تتجاوز 1,300 دولار فقط، مستفيدة من دعم حكومي ضخم لأسعار الكهرباء. هذه المفارقة تعكس واقع بلد غني بالطاقة لكنه يواجه أزمة حادة في إدارتها.

إيران وتناقضات البيتكوين

إيران تشبه مرآة لمشكلات عالمية متشابكة: تضخم مزمن مثل الأرجنتين، عقوبات خانقة على غرار كوبا، هجرة جماعية كما في لبنان، ورقابة صارمة لا تقل عن كوريا الشمالية. في هذا المناخ، برزت العملات الرقمية كوسيلة للبقاء، سواء لتخطي القيود المالية أو لحماية المدخرات.

بحلول 2023، أصبح أكثر من ربع الإيرانيين يستخدمون الكريبتو يومياً، سواء في المدفوعات أو التحويلات أو الادخار. ومع توسع التعدين، ساهمت إيران بحوالي 4.5% من معدل الهاش العالمي في 2024. لكن في مايو 2025، مع تفاقم أزمة الكهرباء وتقنينها على نطاق واسع، ألقت الحكومة باللوم على المعدنين، لتفرض حظراً مؤقتاً عليهم رغم أن جذور المشكلة تعود لسوء الإدارة.

تكلفة 1,300 دولار… تبسيط أم واقع؟

رغم أن الكهرباء المدعومة حقيقة قائمة، إلا أن التقدير الشائع لتكلفة 1,300 دولار للبيتكوين قد يكون مضللاً:

يعتمد على أسعار الكهرباء المنزلية المدعومة، وليس ما يُفرض على المعدنين الصناعيين.

لا يتضمن كلفة شراء أجهزة التعدين التي تبلغ آلاف الدولارات.

يغفل الرسوم الجمركية والصيانة والضرائب الرسمية.

للمقارنة، تصل تكلفة تعدين البيتكوين في الولايات المتحدة إلى نحو 107,260 دولاراً وسطياً، لكن هذه الكلفة تختلف من ولاية لأخرى تبعاً لسياسات الطاقة.

بين شريان الحياة وكبش الفداء

يبقى البيتكوين بالنسبة للإيرانيين وسيلة للنجاة في ظل التضخم والعقوبات، لكنه في نظر السلطات سبب أزمة الكهرباء المتكررة. وبينما يراه المواطنون فرصة، تعتبره الحكومة تهديداً يتطلب التضييق والرقابة.

وهكذا يظل المشهد متأرجحاً بين إمكانات ربح هائلة وواقع سياسي واقتصادي معقد يضع مستقبل الكريبتو في إيران على المحك.

#BTC走势分析 #iran #news #crypto #InvestSmart