في زحمة الحياة، يغفل كثيرون عن سنن الله التي تجري في الخلق، وعن الآيات التي تتكرر في الآفاق والأنفس، لمن أراد أن يعقل ويتدبر. فالعقل نعمة، لا ليُستهلك في الجدال، بل ليُستثمر في التأمل، والنظر بعين البصيرة في أحوال من سبقونا. كم من أمة أُوتيت من أسباب القوة والتمكين ما لا يُحصى: مالٌ وجندٌ وعتاد، فبدل أن يشكروا ويدركوا أن النعمة أمانة، أسرفوا وظلموا، وبدّلوا فطرة الله التي فطر الناس عليها. فدارت عليهم سننه، وأتاهم البأس من حيث لم يحتسبوا، حتى صاروا ذكرى، ومضرب مثل، وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

فالسعيد من اتعظ بغيره، ومن جعل من التاريخ مرآة يرى بها مصيره، لا من تاه في زهو الحاضر وغفل عن عواقب الغد. وإن في كل ذلك لآياتٍ لأولي الألباب.

$BTC

#BinancaAlpha