#TrumpTariffs في ظل عالم يئنّ تحت وطأة أزمات اقتصادية متراكبة، تأتي قرارات ترامب ودوائره الاقتصادية كأنها لا تزال تعيش في عقلية الصفقات التجارية البدائية، حيث تُقاس السيادة بعدد الرسوم المفروضة لا بعدد الشراكات المثمرة. إعادة تفعيل التعريفات الجمركية على سلع من الصين ودول أخرى، وتمديدها لتشمل مزيدًا من القطاعات، ما هو إلا تصعيد لا يدفع ثمنه السياسيون، بل المواطن العادي، والمستثمر، والشركات الصغيرة التي تُسحق بين كفّي الركود والتضخم.
إن تبرير هذه الإجراءات تحت ذريعة "حماية المصالح القومية" لم يعد مقنعًا. فالعالم تغيّر، وسلاسل التوريد تشابكت، والاقتصادات أصبحت مترابطة بحيث أن أي قرار متسرع يُحدث اهتزازًا عالميًا لا يمكن التنبؤ بنتائجه. الصين تغيّرت، والأسواق تجاوبت سريعًا بإعادة توجيه صادراتها عبر جنوب شرق آسيا، في حين تساقطت البورصات الأمريكية وتقلصت هوامش أرباح الشركات.
يبدو أن من يتخذون هذه القرارات يفتقرون للحكمة، أو يتجاهلون عمدًا أن الاقتصاد ليس معركة صفرية. ليس كل مكسب في خانة “أمريكا أولًا” هو نصر، فبعض المكاسب الزائفة تأتي على حساب استقرار داخلي هشّ. لا الحكمة حاضرة، ولا الحسابات موزونة، وكأن صوت الاقتصاد يُغتال باسم السياسة.