الرسم البياني يوضّح حالة الأرباح والخسائر غير المحققة لحاملي البيتكوين، بالاعتماد على بيانات الشبكة. ما نراه هنا هو تفصيل دقيق لحالة السوق: المنطقة الخضراء تُمثل الأرباح غير المحققة، أي أن أصحاب هذه العملات اشتروا بسعر أقل من السعر الحالي، لكنهم لم يبيعوا بعد. في المقابل، المنطقة الحمراء تمثل الخسائر غير المحققة، وهي حالياً شبه معدومة — ما يعني أن الغالبية الساحقة من حاملي البيتكوين في وضعية ربح على الورق.

بمعنى آخر، السوق اليوم يعيش على أرباح افتراضية فقط، لم تتحول بعد إلى سيولة حقيقية. وعلى الرغم من أن هذه الأرباح تعكس حالة من التفاؤل والثقة بين حاملي البيتكوين، إلا أنها في الوقت نفسه تحمل خطرًا نفسيًا كبيرًا. كلما ارتفع عدد من يملكون أرباحًا غير محققة، زادت احتمالية أن يبدأوا بالبيع فجأة عند أول إشارة للخوف أو التراجع. بعبارة أخرى، الثقة الحالية مرتفعة لكن الأرض التي تقف عليها السوق زلقة، وقد تنقلب هذه الأرباح الورقية إلى موجة بيع حقيقية في لحظة واحدة إذا تغيّر المزاج العام.

في يوليو 2025، يُظهر الرسم أن الأرباح غير المحققة وصلت إلى حوالي 1.2 تريليون دولار، وهو رقم ضخم جدًا ويقترب من أعلى مستوى تاريخي سُجّل في السوق. هذه الحالة ليست جديدة؛ سبق أن رأينا مستويات مشابهة في قمم 2021 و2024، وترافقت تلك الفترات مع انعكاسات سعرية كبيرة بعد موجات بيع مفاجئة. الفكرة هنا أن هذا الكم الهائل من الأرباح التي لم تُباع بعد، يُمثّل ضغطًا خفيًا على السوق: الجميع رابح، لكن إذا انقلبت المعنويات فجأة — بخبر سلبي، تغيّر سياسي أو مالي، أو حتى مجرد تصحيح فني — قد يبدأ الحائزون بالبيع دفعة واحدة لحجز الأرباح.

هنا يظهر الخطر الحقيقي. كلما ارتفعت الأرباح غير المحققة، ارتفع معها احتمال موجة بيع جماعية، خصوصًا إذا شعر المستثمرون أن القمة اقتربت أو أن السوق هش. البيع في هذه الحالة لا يكون بسبب الخسارة، بل بسبب الخوف من ضياع الربح. وإذا بدأ هذا السلوك، قد يتحوّل السوق من حالة تفاؤل إلى ذعر بسرعة كبيرة.

الخط البنفسجي في الرسم يُظهر صافي الأرباح والخسائر، وهو يرتفع حاليًا بشكل واضح، ما يُشير إلى أننا في منطقة ذروة نفسية – السوق مليء بالثقة، لكنها ثقة هشة. الخط الأسود الذي يمثل سعر البيتكوين يُستخدم هنا كمؤشر زمني للمقارنة، وتاريخيًا، كلما ارتفع السعر مع ارتفاع الأرباح غير المحققة، كانت السوق أقرب إلى نقطة الانعكاس.