في سلسلة من التصريحات العاجلة، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موجة من الرسائل التي حملت إشارات قوية إلى سياسات خارجية وأمن داخلي محتملة في حال عودته إلى البيت الأبيض، مسلطًا الضوء على ملفات حساسة تمس الأمن العالمي والاقتصاد الدولي.
محادثات شائكة مع إيران
أكد ترامب أنه يجري "الكثير من العمل مع إيران"، واصفًا الإيرانيين بأنهم "مفاوضون صعبون". وكشف أنه من المقرر عقد اجتماع مع ممثلين إيرانيين يوم الخميس، إلا أن المحادثات لا تزال تواجه عقبات كبيرة، أبرزها مطلب إيران المتعلق بالتخصيب النووي، والذي شدد ترامب على أنه "أمر لا يمكننا قبوله". وأضاف: "حتى الآن لم نصل إلى اتفاق، والبدائل... خطيرة جدًا جدًا".
الصين والتوازن التجاري
على صعيد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، صرّح ترامب بأن المحادثات مع الصين ما زالت مستمرة، متوقعًا أن تتواصل بكين مع واشنطن قريبًا. وحول قضية رفع العقوبات عن الصادرات الصينية، اكتفى بالقول: "سنرى".
وفي تطور لافت، نقلت صحيفة فاينانشال تايمز أن ترامب ألمح إلى استعداده لتخفيف القيود المفروضة على مبيعات الرقائق الإلكترونية إلى الصين، بشرط أن تقوم بكين بتخفيف قيودها على تصدير المعادن النادرة، في خطوة قد تعيد صياغة المشهد الصناعي والتقني العالمي.
شؤون داخلية: كاليفورنيا والحرس الوطني
أبدى ترامب استعداده لإرسال المزيد من قوات الحرس الوطني إلى ولاية كاليفورنيا "إذا لزم الأمر"، في إشارة إلى استمرار التوترات أو التحديات الأمنية داخل بعض الولايات الأمريكية.
علاقته بـ إيلون ماسك وتسلا
في سلسلة من التصريحات المتداخلة، أبدى ترامب اهتمامًا خاصًا بإيلون ماسك وشركتيه Tesla وStarlink، مؤكدًا أنه "لن يتخلى عنهما في البيت الأبيض"، وإن ألمح إلى إمكانية "تحريك تسلا قليلاً فقط". كما عبّر عن تمنياته بالتوفيق لماسك، مؤكدًا أنه "لا مشكلة لديه في التحدث معه"، لكنه لم يخطط لإجراء أي مكالمة هاتفية في الوقت الحالي، قائلاً: "أتوقع أن ماسك سيرغب في التحدث معي".
---
تحليل: عودة ترامب… مواقف نارية أم تحركات محسوبة؟
تعكس هذه التصريحات نزعة ترامب المعتادة في الجمع بين التصعيد والمرونة، إذ يلوّح بخيارات عسكرية واقتصادية، بينما يفتح الباب لمفاوضات معقدة. الملف الإيراني قد يشكل نقطة انفجار إقليمية إذا لم يتم احتواؤه، فيما قد تعيد سياساته تجاه الصين تشكيل سلاسل التوريد العالمية.
أما داخليًا، فيبدو أن ترامب يُحضر لسردية تعيد تصويره كقائد "حاسم" قادر على التدخل في الأزمات الداخلية، في وقت تشهد فيه البلاد حالة استقطاب سياسي حاد.
---