- شهدت الساعات الماضية تداولاً واسعاً على منصات التواصل، خصوصاً "إكس" (تويتر سابقاً)، لشائعات مفادها أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول سيعلن استقالته في خطابه اليوم، وسط تصاعد التوتر بينه وبين الرئيس الأميركي السابق والحالي المحتمل دونالد ترامب.
لكن رغم الضجيج الكبير، لم تصدر أي دلائل أو تسريبات موثوقة تؤكد أن باول سيغادر منصبه قريباً، ويبدو أن السوق في معظمه لم يصدق هذه المزاعم.
هل ترامب يريد الإطاحة بباول؟
تأتي هذه الشائعات بعد أيام قليلة فقط من اجتماع جمع ترامب وباول في البيت الأبيض، حيث عبّر ترامب علناً عن عدم رضاه عن سياسات الفيدرالي النقدية. وقال بلهجة حادة: "إذا أردته خارج المنصب، فسيخرج بسرعة... صدقوني".
ورغم أن ترامب لم يُخفِ انزعاجه من تمسك باول بسعر الفائدة الحالي (بين 4.25% و4.50%) لثلاثة اجتماعات متتالية، إلا أنه أوضح سابقاً أنه لا يخطط لإقالته، مضيفاً أن باول "سيتم استبداله قريباً على أي حال" في إشارة إلى انتهاء ولايته في فبراير 2026.
ردود الفعل في الأسواق
لكن في حال حدثت فعلاً، فإن التأثير على الأسواق سيكون كارثياً وفقاً لعدد من الخبراء. استقالة مفاجئة لرئيس الفيدرالي ستُفسَّر كضربة لاستقلالية البنك المركزي، مما يهز الثقة بالدولار الأميركي ويدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والبيتكوين.
توقع بعض المحللين أن تشهد العملات الرقمية ارتفاعات "شبه عمودية" إذا غادر باول فجأة، بينما قد تتعرض سوق السندات الأميركية لعمليات بيع مكثفة.
الأمر ذاته تكرر في مرات سابقة عندما عبّر ترامب عن رغبته في إقالة باول، حيث كانت الأسواق ترد بقلق فوري، نظراً لمكانة رئيس الفيدرالي كمحور أساسي في استقرار النظام المالي الأميركي والعالمي.
الاحتمال ضئيل... ولكن الرسالة وصلت
رغم كل هذا التوتر الإعلامي، لا توجد مؤشرات واقعية حتى الآن على قرب مغادرة باول لمنصبه. فالمصادر التي أطلقت الشائعات غير موثوقة، والسوق لم يُسعّر بعد أية خطوة استقالة جدية.
وبالتالي، فإن الحديث عن استقالة باول اليوم يبدو حتى اللحظة مجرد سيناريو افتراضي يعبّر عن احتقان سياسي واقتصادي في المشهد الأميركي أكثر من كونه تحركاً فعلياً.
وفي غياب أي إعلان رسمي، يبقى الحديث عن استقالة قريبة مجرد تكهنات، حتى وإن كانت الأسواق مستعدة دوماً لأسوأ السيناريوهات.