في 30 مايو 2025، لم تكن الأسواق المالية بحاجة إلى أكثر من تغريدة واحدة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتغوص في دوامة من الفوضى والذعر. فمنصته المفضلة، "تروث سوشيال"، شهدت لحظة انفجار سياسي واقتصادي، حين نشر ترامب هجومًا ناريًا على الصين، متهمًا إياها بخرق اتفاقية تجارية مؤقتة. هذا التصريح، وإن بدا مجرد استكمال لسلسلة خطاباته النارية، كان بمثابة قنبلة موقوتة فجّرت سوق العملات العالمية في لحظات.
الأسواق ترتجف والدولار يتعثر
ردة الفعل كانت فورية. الأسواق استقبلت هذا التصعيد كإعلان غير مباشر لحرب تجارية جديدة، أو على الأقل، لمرحلة غير مستقرة من التوترات الاقتصادية. الدولار الأمريكي، الذي لطالما اعتُبر الملاذ الآمن للمستثمرين، وجد نفسه فجأة في موقع الدفاع. تراجع بشكل ملحوظ أمام العملات الرئيسية مثل اليورو والين، وحتى عملات الأسواق الناشئة استفادت من الهروب الجماعي من الأصول الأمريكية.
عملات رقمية ترتفع.. والذهب يتلألأ
وفي ظل هذا الارتباك، تسارعت الأموال نحو الملاذات الآمنة. قفزت أسعار الذهب لأعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين، بينما شهدت العملات الرقمية مثل البيتكوين وإيثريوم موجة صعود لافتة. المستثمرون، الذين يبحثون دومًا عن الاستقرار، رأوا في الأصول البديلة ملجأً من اضطرابات السياسة والاقتصاد.
هل نحن أمام بداية انهيار مالي جديد؟
تساؤل يُطرح في كل زاوية من العالم المالي اليوم: هل نحن أمام بداية أزمة مالية؟ فالتصريحات النارية من ترامب لم تأتِ في فراغ، بل جاءت في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد العالمي تباطؤًا، وتتصاعد فيه الديون الأمريكية لمستويات مقلقة. أي تصعيد جديد قد يجر الاقتصاد نحو ركود عالمي، وسوق العملات هو أول من يدفع الثمن.
خلاصة: كلمة واحدة تقلب السوق
ما حدث في 30 مايو يثبت من جديد أن الأسواق لا تُدار فقط بالأرقام والمعادلات، بل بالكلمات والمواقف. تصريح واحد من شخصية سياسية مؤثرة كترامب كان كافيًا لتغيير اتجاه سوق العملات، وزرع الشك في قلوب المستثمرين.
الرسالة واضحة: في عالم الاقتصاد العالمي، السياسة هي اللاعب الأخطر. واليوم، كل كلمة تُقال تُسعَّر بالدولار، وكل تغريدة قد تُحرّك تريليونات.
ابقوا يقظين، فالمفاجآت لم تنتهِ بعد.