عملة LIBRA… مشروع إصلاحي أم فخ مالي؟ هل باع ميلي الأرجنتينيين للوهم؟
في مشهد لم يكن مألوفًا حتى في أكثر السيناريوهات الاقتصادية جنونًا، تحولت عملة رقمية تُدعى $LIBRA إلى رمز للأمل، ثم إلى كابوس مالي، فقط خلال أسابيع. الحكاية بدأت بإعلان مدوٍّ من رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، أحد أكثر الرؤساء إثارة للجدل في التاريخ الحديث، حول دعمه العلني للعملات الرقمية وضرورة التحول الكامل إلى ما أسماه "الحرية النقدية".
لكن من بين كل العملات، لماذا اختار ميلي عملة ليبرا؟ ولماذا ظهر دعمٌ رسميٌّ من الدولة لعملة غير مدعومة بأي غطاء قانوني؟ الأغرب من ذلك، أن العملة بدأت في الصعود الصاروخي بعد دقائق من تغريدة الرئيس. فهل نحن أمام مشروع سياسي مالي؟ أم أمام هندسة نفسية جماعية لسرقة مدخرات البسطاء؟
الصعود المريب… والهبوط المفجع
مع دعم ميلي، ارتفعت قيمة LIBRA بأكثر من 900% خلال أسبوعين، واجتاحت الأخبار مواقع التواصل، وتدافع الناس – حرفيًا – لتحويل مدخراتهم من البيزو الأرجنتيني إلى العملة الرقمية الجديدة. لم يمر وقت طويل حتى بدأ الانهيار: في غضون 72 ساعة فقط، فقدت العملة 85% من قيمتها، وتم تجميد عمليات السحب في معظم المنصات.
النتيجة؟ عشرات الآلاف فقدوا أموالهم، وبدأت وسائل الإعلام تتحدث عن أكبر "Pump & Dump" في تاريخ العملات الرقمية الحديث. والمثير أن العناوين الرسمية اختفت فجأة، ولم يعد الرئيس يذكر كلمة "ليبرا" في أي خطاب.
من يقف خلف Libra؟
الأبحاث الأولية تشير إلى أن مطوري عملة LIBRA مسجلون عبر سلسلة شركات واجهات في سويسرا، هونغ كونغ، ودبي، ولكن جميعها تعود بالنهاية لصناديق غير معلنة المستفيدين. فهل تم استخدام هذه العملة كسلاح مالي لإعادة توزيع الثروة تحت غطاء "الحرية الاقتصادية"؟
والأغرب؟ تقارير تشير إلى علاقة غير مباشرة بين مستشارين اقتصاديين لميلي وشركات إدارة استثمارية تدير محافظ ضخمة في سوق الكريبتو. هل كانت LIBRA مجرد أداة تفريغ للبيزو، وهروب من التضخم… أم عملية استنزاف مقصودة؟
تشابه خطير مع حالات سابقة
عملة Squid Coin في 2021، التي ارتفعت ثم اختفت!
عملة BitConnect في 2018 التي سحبت مليارات من المستخدمين.
والآن، LIBRA 2025… ولكن هذه المرة بدعم سياسي مباشر.
فهل ما جرى مع LIBRA كان تجربة مكشوفة على نطاق وطني؟ وهل نحن أمام مرحلة جديدة من استخدام العملات الرقمية كوسائل سيطرة اقتصادية؟
السؤال الحقيقي: من التالي؟
إذا كانت الأرجنتين بداية، فهل ستمتد مثل هذه التجارب إلى دول أخرى؟ هل يتم تجهيز عملات شبيهة لبلدان في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية؟ وهل هذه العملات الرقمية مجرد أدوات اقتصادية حرة… أم مشاريع سلب وإفقار منظم باسم الحرية الرقمية؟#TrumpMediaBitcoinTreasury $
الخلاصة: عملة LIBRA كانت أكثر من مجرد رمز رقمي… كانت اختبارًا لقدرة السياسيين على التحكم في العقل الجمعي للشعوب عبر خطاب الحرية المزيف. وبينما اختفى الدعم الرسمي فجأة، بقيت آثار الانهيار محفورة في جيوب المواطنين.
فهل كانت صدفة؟ أم خطة منظمة؟
وهل ننتظر عملة "رئاسية" جديدة… في مكان آخر… وباسم مختلف؟