شهدت عملة البيتكوين ارتفاع ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، حيث تجاوزت حاجز 104,000 دولار لفترة وجيزة في 9 مايو، قبل أن تستقر عند نحو 103,000 دولار، محققة مكاسب شهرية تقارب 33%.
وتثير هذه القفزة تساؤلات حول إمكانية تسجيل قمة تاريخية جديدة في المستقبل القريب، لا سيما في ظل توفر عدد من العوامل الأساسية التي تدعم هذا الاتجاه الصعودي، منها:
أولا: انخفاض تدفق البيتكوين إلى منصات التداول
أحد المؤشرات المهمة الداعمة للارتفاع الأخير يتمثل في تراجع صافي تدفق البيتكوين إلى منصات التداول المركزية، وهو ما كان واضح خلال معظم أيام الأسبوع الماضي.
يشير هذا الانخفاض إلى أن عدد متزايد من المستثمرين يسحبون عملاتهم من المنصات بهدف التخزين الذاتي، ما يُفهم على أنه إشارة إلى نية الاحتفاظ بالعملة وتقليص الرغبة في البيع، وبالتالي تقليل ضغط العرض والعكس صحيح.
ثانيا: تزايد اهتمام الأفراد والمؤسسات
شهدت عمليات البحث عن البيتكوين على محرك قوقل ارتفاع كبير في الآونة الأخيرة، مما يعكس نمو في اهتمام الأفراد بالعملة.
ويظهر ذلك بشكل جلي من خلال تسجيل شبكة البيتكوين لنحو 350,000 محفظة جديدة خلال يوم واحد، في إشارة إلى دخول واسع للمستثمرين الأفراد بفعل الخوف من تفويت الفرص.
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ارتبطت تاريخيا بقمم السوق، إلا أن الأرقام الحالية لا تزال دون المستويات القصوى التي سبقت قمم تاريخية سابقة.
ثالثا: العوامل الجيوسياسية
من العوامل الخارجية التي قد تساهم في دعم البيتكوين، الاجتماع المرتقب بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين.
من المتوقع أن يناقش الطرفان تهدئة التوترات التجارية، وقد لمح الرئيس الأمريكي مؤخرا إلى احتمالية تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على الصين.
مثل هذا الانفراج في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم يمكن أن يقلل من الضبابية العالمية ويعزز شهية المخاطرة في الأسواق، ما قد يصب في مصلحة الأصول الرقمية.
ورغم الإشارات الإيجابية، تظهر بعض المؤشرات التحذيرية.
حيث ارتفع مؤشر الخوف والجشع إلى مستوى 73، وهو ما يعكس مزاج سائد من التفاؤل المفرط.
كذلك، يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة تبلغ 75، مما يشير إلى احتمال وجود العملة في منطقة ذروة الشراء، ما قد يعزز فرص حدوث تصحيح سعري مؤقت.
في ظل هذه المعطيات، تظل التوقعات الإيجابية للبيتكوين قائمة، مع ضرورة التنبّه إلى احتمالات التراجع التصحيحي على المدى القصير.
