مع دخول الربع الأخير من عام 2025، تتزايد مؤشرات ما يُعرف بـ “تدوير العملات البديلة”، وهي المرحلة التي يبدأ فيها المستثمرون بتحويل أرباحهم من البيتكوين إلى عملات رقمية بديلة ذات عوائد محتملة أعلى.

هذا النمط يتكرّر في كل دورة صعود كبرى لسوق العملات الرقمية: يبدأ الارتفاع عادةً بقيادة البيتكوين، ثم تنتقل السيولة تدريجيًا إلى الأصول ذات المخاطر الأكبر والعوائد الأعلى، مثل عملات الذكاء الاصطناعي، التمويل اللامركزي (DeFi)، والألعاب الرقمية.

في هذا المقال، نستعرض أبرز المؤشرات التي قد تدل على اقتراب “موسم العملات البديلة”، ونحدّد أهم القطاعات والعملات التي قد تتفوّق على البيتكوين خلال الأشهر القادمة.

المؤشرات الدالة على بداية موسم العملات البديلة

1. انخفاض هيمنة البيتكوين

هيمنة البيتكوين تعبّر عن النسبة المئوية من إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية التي تسيطر عليها بيتكوين.

عندما تبدأ هذه النسبة بالانخفاض — كما حدث في الدورات السابقة — فهذا يعني أن المستثمرين بدأوا بتحويل جزء من رؤوس أموالهم إلى العملات البديلة. غالبًا ما يُعتبر مستوى 55–60٪ نقطة حرجة، إذ يشير تجاوزها إلى الأسفل إلى بداية التحوّل نحو الأصول الأخرى.

2. مؤشر “موسم العملات البديلة

هو مقياس يحدّد مدى تفوّق أداء العملات البديلة على البيتكوين خلال فترة زمنية محدّدة (عادةً 90 يومًا).

ويُعتبر السوق في “موسم العملات البديلة” رسميًا عندما يتجاوز المؤشر مستوى 75 نقطة.

حتى نهاية أكتوبر 2025، ما يزال المؤشر حول مستوى 43، مما يوحي بأن السوق في مرحلة تجميع قد تسبق انطلاقة قوية في حال استمرار تحسّن السيولة.

3. ارتفاع المعروض من العملات المستقرة

وفقًا لبيانات السوق الأخيرة، ارتفع إجمالي المعروض من العملات المستقرة بأكثر من 8.5 مليار دولار بعد التصحيح الذي شهده السوق في أكتوبر.

تاريخيًا، تميل زيادات المعروض من العملات المستقرة إلى أن تسبق موجات شراء واسعة في السوق، إذ تمثّل هذه الزيادة سيولة “جاهزة” للدخول في الأصول عالية العائد.

العوامل الاقتصادية الداعمة لتدوير السيولة

يُتوقّع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم، مع احتمالية تجاوز هذا الخفض.

هذا التوجّه “المتساهل” في السياسة النقدية عادةً ما يرفع من شهية المخاطرة لدى المستثمرين ويدعم الأصول الرقمية، بدءًا من البيتكوين ثم انتقالًا إلى العملات البديلة.

وبالاقتران مع الزيادة في السيولة العالمية وعودة الثقة التدريجية، تتهيّأ الظروف لما يمكن أن يكون أحد أقوى مواسم العملات البديلة منذ عام 2021.

القطاعات المرشّحة لتفوّق أداء البيتكوين

1. قطاع الذكاء الاصطناعي

العملات التي تدمج بين الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للبلوكتشين تشهد نموًا سريعًا.

من المتوقع أن تستفيد هذه المشاريع من توسّع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التحليل، والأمن السيبراني، والتمويل الذكي.

2. التمويل اللامركزي

يُعتبر هذا القطاع من أكثر القطاعات استعدادًا لجذب السيولة عند انطلاق موسم العملات البديلة، خصوصًا المشاريع التي تدمج حلول السيولة المتعدّدة السلاسل (cross-chain liquidity) والتداول الآلي.

3. الشبكات والبُنى التحتية

المشاريع التي تركّز على تحسين السرعة وخفض التكاليف في المعاملات تُعدّ من أبرز المستفيدين.

من الأمثلة البارزة حاليًا: Sei Network، التي تقدّم أداءً عاليًا للتطبيقات التداولية بزمن تأكيد أقل من ثانية، مع إمكانيات توسّع قوية.

4. العملات المرتبطة بالبيتكوين

مشروعات مثل Bitcoin Hyper تسعى إلى بناء طبقات إضافية فوق شبكة البيتكوين، لتوفير وظائف مثل العقود الذكية والعمليات المالية اللامركزية — ما يمنحها مكانة فريدة تجمع بين أمان البيتكوين ومرونة الإيثيريوم.

5. العملات الترفيهية وقطاع الألعاب

رغم ارتفاع مخاطرها، إلا أن العملات ذات المجتمعات النشطة والهوية الثقافية القوية — مثل Pepenode — غالبًا ما تشهد أداءً متفجّرًا في المراحل الأولى من موسم العملات البديلة، خاصةً عندما تقترن بعنصر فائدة حقيقي (مثل نموذج “التعدين مقابل الربح” Mine-to-Earn).

أفضل الفرص قبل انطلاق الموسم

وفقًا للبيانات الحالية، لم يبدأ “موسم العملات البديلة” رسميًا بعد، مما يعني أن السوق في مرحلة التحضير والتجميع.

هذه المرحلة عادةً ما تُعدّ من أكثر الفترات جاذبية من حيث العائد مقابل المخاطرة، إذ تسمح للمستثمرين الأذكياء ببناء مراكزهم قبل اندفاع السيولة العامة.

خاتمة

بين توقعات خفض الفائدة، وارتفاع المعروض من العملات المستقرة، وازدياد التفاؤل العام في الأسواق، يبدو أن الربع الرابع من عام 2025 قد يشهد تحوّلًا حقيقيًا في قيادة السوق من البيتكوين إلى مجموعة مختارة من العملات البديلة.

التركيز على المشاريع ذات الأسس القوية — من حيث التقنية، وفريق التطوير، والاستخدام الواقعي — سيكون هو العامل الفاصل في تحديد من سيتفوّق على البيتكوين خلال الدورة القادمة. ومع أن الصورة تبدو مشجّعة، إلا أن الاستثمار في الأصول الرقمية يظل عالي المخاطر، لذا يُنصح بالتعامل بحذر، وإدارة رأس المال بعقلانية، وعدم الاعتماد على التوقعات وحدها.