أعلنت مؤسسة إيثريوم مؤخرًا عن تأسيس فريق متخصص جديد تحت اسم dAI، يهدف إلى دفع الذكاء الاصطناعي واقتصاد الآلات ليصبحا معتمدين على شبكة إيثريوم كطبقة رئيسية للتسوية والتنسيق، إضافةً إلى بناء قاعدة صلبة لاقتصاد ذكاء اصطناعي لامركزي.
سيركز الفريق على محورين أساسيين:
1. تمكين الوكلاء الذكيين والروبوتات من إجراء المدفوعات والتنسيق والحوكمة دون الحاجة إلى وسطاء.
2. تطوير بدائل مفتوحة وشفافة ومضادة للرقابة، تمنع احتكار مستقبل الذكاء الاصطناعي من قبل كيانات مركزية محدودة.
من الناحية التقنية، يعمل فريق dAI على تسريع اعتماد معيار ERC-8004، الذي يضع إطارًا للتحقق من هوية الوكلاء الذكيين ويدمج تقنيات مثل إثبات المعرفة الصفرية (ZKP) لتسهيل التفاعل الآمن على السلسلة ومعالجة مشكلة الثقة بالهوية. كما يخطط للتعاون مع بروتوكول إيثريوم لدعم تطوير محافظ مخصصة للوكلاء، إضافةً إلى خدمات مثل الأوراكل وغيرها من البنى التحتية اللازمة.
أما على صعيد النظام البيئي، فيسعى الفريق إلى بناء شراكات مع شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون ومطوري التشفير، لتحويل إيثريوم إلى طبقة التسوية الرئيسية لاقتصاد الذكاء الاصطناعي. من خلال العقود الذكية، يمكن للوكلاء إتمام المدفوعات والتسويات بشكل تلقائي، مما يخفض التكاليف ويعيد تشكيل شبكة نقل القيمة عالميًا.
كما فتح الفريق باب التوظيف أمام باحثين في الذكاء الاصطناعي ومديري مشاريع، متبنيًا فلسفة "التسارع اللامركزي" لتمويل مشاريع مثل أطر التعلم الفدرالي، في محاولة لكسر هيمنة الشركات الكبرى على موارد الذكاء الاصطناعي.
السوق أبدى تفاؤلًا بهذه الخطوة، إذ سجلت أدوات الاستثمار المرتبطة بإيثريوم تدفقات صافية بقيمة 11 مليار دولار بين 9 و15 سبتمبر، منهية موجة خروج استمرت ستة أيام متتالية. ويُتوقع أنه في حال اعتماد معيار ERC-8004، ستتمكن إيثريوم من ترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في مجال مدفوعات الوكلاء الذكيين.
مع ذلك، لا تخلو الطريق من تحديات، أبرزها عدم نضج تقنيات الذكاء الاصطناعي اللامركزي، وصعوبة توحيد المعايير، إضافة إلى الضبابية التنظيمية. لذلك من المتوقع أن يعتمد الفريق نهج "الابتكار التدريجي"، عبر إطلاق تجارب أولية في مجالات مثل DeFi قبل التوسع إلى نطاقات أوسع.
الاهتمام يتجه أيضًا نحو مؤتمر ETHShanghai 2025 المقرر عقده بين 18 و22 أكتوبر، حيث سيجتمع أبرز المطورين والفرق، وقد يشكل فرصة مثالية لفريق dAI لعرض تقدمه وبناء شراكات استراتيجية جديدة.

