في سابقة هي الأولى منذ عام 2018، من المقرر أن يُصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS) تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر سبتمبر يوم الجمعة القادم، لكن هذه المرة في ظل ظروف غير عادية تمامًا، بسبب الإغلاق الحكومي المستمر الذي أوقف معظم التقارير الاقتصادية الفيدرالية.
هذا الوضع يضع الاحتياطي الفيدرالي أمام تحدٍ كبير، إذ يدخل اجتماعه الحاسم في 29 أكتوبر ببيانات اقتصادية محدودة، ما يجعل تقرير التضخم هذا محور الاهتمام الأكبر خلال الأسبوع الجاري.
تقرير CPI في صدارة المشهد وسط غياب بقية البيانات الاقتصادية
بسبب الإغلاق، تم تعليق نشر تقارير رئيسية مثل بيانات التوظيف ومبيعات التجزئة، ما يجعل تقرير التضخم المصدر شبه الوحيد للمؤشرات الاقتصادية هذا الشهر.
وما يزيد من أهمية الحدث هو توقيته غير المعتاد؛ إذ سيصدر التقرير قبل خمسة أيام فقط من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.
المحلل الاقتصادي آدم كوبيسي كتب:
> "شيء غير اعتيادي يحدث هذا الأسبوع... ليس فقط لأن التقرير سيصدر قبل اجتماع الفيدرالي بخمسة أيام، بل لأن جميع البيانات الأخرى متوقفة".
عادةً ما تصدر بيانات CPI في الأسبوع الثاني من كل شهر، وغالبًا يوم الثلاثاء أو الأربعاء، عند الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة. أما هذه المرة، فاختيار يوم الجمعة يعد نادرًا جدًا، إذ لم يحدث منذ يناير 2018.
توقيت الإصدار وتأثيره على قرار الفائدة
عادةً ما تسبق بيانات التضخم اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بفترة كافية، ما يمنح صُنّاع القرار الوقت لتحليل الأرقام ومقارنتها مع مؤشرات أخرى.
لكن هذا الشهر، يأتي التقرير متأخرًا على نحو يجعل تأثيره مباشرًا على قرار خفض سعر الفائدة المتوقع.
تتوقع الأسواق بنسبة 99% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 0.25%.
ومع ذلك، إذا جاءت بيانات التضخم أضعف من التوقعات، فقد تزداد احتمالات خفض أكبر بنسبة 0.5%، وهو ما يراقبه المستثمرون عن كثب.
الإغلاق الحكومي ومعضلة الفيدرالي
توقع خبراء استطلعتهم MarketWatch أن تُظهر بيانات سبتمبر استمرار ارتفاع الأسعار، لكن بوتيرة أبطأ مقارنة بشهر أغسطس، مما قد يشير إلى تراجع الضغوط التضخمية تدريجيًا.
ومع ذلك، فإن الإغلاق الحكومي أربك جمع البيانات وخلق حالة من الغموض الاقتصادي والسياسي، ما يعقّد مهمة الاحتياطي الفيدرالي في تقييم الوضع بدقة.
فبدون بيانات حديثة من سوق العمل ومبيعات التجزئة، سيضطر صانعو السياسات إلى الاعتماد على معلومات جزئية أو قديمة عند اتخاذ قرارهم.
الخيارات أمام الاحتياطي الفيدرالي
يشعر مسؤولو الفيدرالي بقلق متزايد من تباطؤ سوق العمل، وهو ما يعزز مبررات خفض الفائدة.
لكن في المقابل، إذا جاء تقرير CPI أعلى من المتوقع، فقد يجد البنك المركزي نفسه أمام مفاضلة صعبة بين كبح التضخم أو دعم النمو الاقتصادي.
في نهاية المطاف، قد يكون تقرير الجمعة هو المؤشر الوحيد والواضح الذي سيبني عليه الاحتياطي الفيدرالي قراره الحاسم في اجتماعه المقبل.
#InterestRateDecision #cpi #BLS #MarketWatch #InvestSmart