في الوقت الذي يربح فيه أغلب المتداولين أثناء موجات الصعود، هناك نوع معيّن من المتداولين… يخسر حتى في أفضل الظروف.
والغريب أن خسارته لا علاقة لها بمهاراته بقدر ما لها علاقة بسلوكياته وطريقة تفكيره داخل السوق.
هذا المقال يسلّط الضوء على هذا النوع من المتداولين:
لماذا يخسر؟
وكيف تتجنب أن تكون أحدهم؟
ولماذا الصعود وحده لا يكفي لتحقيق الربح؟
🔵 المتداول الذي يخسر في السوق الصاعد… هو الذي يتداول بعقلية “الخوف من الضياع”
أغلب الخسائر في المناطق الصاعدة تأتي من عقلية واحدة:
FOMO — الخوف من تفويت الفرصة.
هذا المتداول ينتظر الحركة… حتى تبدأ.
وينتظر الاندفاع… حتى يكتمل.
ثم يدخل متأخرًا، في اللحظة التي يبدأ فيها السوق بجني الأرباح.
النتيجة؟
خسارة رغم أن السوق كان صاعدًا.
🔴 النوع الأول: المتداول الذي يدخل بعد الاندفاع
هو المتداول الذي ينتظر شمعة خضراء ضخمة ليقنع نفسه أن “الفرصة بدأت الآن”.
الحقيقة؟
هذه الشمعة عادة:
إمّا نهاية الحركة
أو تصريف من الحيتان
أو جذب للمتأخرين
يدخل في القمم… يخرج في القيعان.
وحتى لو ارتد السعر لاحقًا، يكون قد خسر قبل أن يبدأ الربح.
🟠 النوع الثاني: المتداول الذي يغيّر خطته بمجرد تحرك السعر
هذا أخطر أنواع المتداولين.
يدخل بهدف طويل
↓
يرى هبوطًا بسيطًا
↓
يحوله لسكالبينغ
↓
يرى ارتدادًا
↓
يحوّله لاستثمار
↓
يرتبك… ويخرج بخسارة.
المشكلة ليست في السوق بل في:
عدم وجود قواعد
عدم احترام الخطة
التداول حسب العاطفة
السوق الصاعد لا يفيد شخصًا يتعامل مع كل حركة وكأنها نهاية العالم.
🟡 النوع الثالث: المتداول الذي يرفض الخروج بخسارة صغيرة
السوق الصاعد يحتوي دائمًا على تصحيحات.
لكن هذا النوع من المتداولين لا يقبل خسارة بسيطة.
يترك الصفقة “حتى ترجع”… لكنها لا ترجع.
تصبح الخسارة الصغيرة خسارة ضخمة.
وفي النهاية:
يفوّت فرص الصعود
يقلق من كل حركة صغيرة
يخسر حين يربح الجميع
🟣 النوع الرابع: المتداول الذي يطمع في قمة جديدة كل يوم
هذا المتداول لديه عقلية “الربح المفتوح”:
إذا ربح 10% يريد 20%
إذا ربح 20% يريد 40%
إذا ربح 40% يفكر في X100
وفي النهاية… يخرج السوق من تحته.
السوق الصاعد يجازي من يأخذ أرباحه…
ويعاقب من يظن أنه لا نهاية للصعود.
🟢 النوع الخامس: المتداول الذي يشتري العملة لأنها “مشتركة بكثرة”
ليس لأنه حللها
ولا لأنها في منطقة جيدة
ولا لأنها ضمن قطاع قوي
بل فقط لأنها:
ترند
عليها ضجة
يتحدث عنها الجميع
مرشحة “تنفجر”
هذا المتداول يدخل متأخرًا في أغلب الأحيان، لأن الضجة تأتي بعد التحرك الحقيقي… لا قبله.
🔵 النوع السادس: المتداول الذي يعتمد على توقعات الآخرين
هو المتداول الذي يبحث دائمًا عن:
محلل يقول له اشترِ
أو صانع محتوى يؤكد له رأيه
أو شخص يريحه من عبء اتخاذ القرار
هذا الشخص مهما كان السوق صاعدًا… سيخسر لأنه لا يملك قرارًا ذاتيًا.
والنجاح في السوق يأتي عندما:
تفهم
تحلل
وتثق في خطتك
وليس عندما تنتظر أحدًا يقودك.
🟠 كيف تتجنب أن تكون هذا المتداول؟
✔ 1) ادخل قبل الاندفاع… وليس بعده
راقب التجمّع والحجم وشكل الحركة.
الصعود الحقيقي يبدأ هادئًا قبل أن يراه الجميع.
✔ 2) التزم بخطة واحدة
اكتب خطتك قبل الدخول:
الهدف
منطقة الإلغاء
نسبة المخاطرة
ونفّذها بصرامة.
✔ 3) اقبل الخسارة الصغيرة
الخسارة الصغيرة حماية…
الخسارة الكبيرة تدمير.
✔ 4) اسحب أرباحك في الوقت الصحيح
خذ جزءًا من الربح عند الوصول لمقاومة أو هدف أول.
✔ 5) لا تتداول لأن “الناس تتداول”
حلل بنفسك
وتحرك بناءً على بيانات، لا توقعات.
🟣 خلاصة المقال
السوق الصاعد فرصة… لكن الفرصة ليست للجميع.
الخاسرون في السوق الصاعد ليسوا ضحايا الظروف، بل ضحايا:
العاطفة
الطمع
الدخول المتأخر
فقدان الخطة
الاعتماد على الآخرين
إذا عرفت كيف تتجنب هذه الأخطاء، ستتحول من متداول يلاحق الصعود… إلى متداول يصنع صفقاته بثقة.

