يعَدُّ تداول النسخ Copy Trading أحد الأساليب الشائعة بين المبتدئين في عالم العملات المشفّرة، لما يُوفّره من إمكانية محاكاة استراتيجيات المتداولين المحترفين وتحقيق أرباح دون الحاجة لخبرة تقنية أو تحليل معمّق. ومع ذلك، فإنّ هذه الأداة – رغم بساطتها الظاهرة – لا تخلو من المخاطر، خاصةً إذا استخدمها المستثمر بطريقة غير مدروسة.

في هذا المنشور نستعرض خمسة أخطاء شائعة يقع فيها مستخدمو منصّات النسخ، مع نصائح عملية تساعدك على تجنّبها:

أولا: الاتّباع الأعمى دون تحليل

يقوم العديد من المستخدمين بنسخ متداول فقط لأنه يملك نسبة أرباح مرتفعة في المدى القصير، دون النظر إلى استراتيجية عمله، تقلباته، أو مستوى المخاطرة الذي يتبناه، لهذا قبل نسخ أي متداول، قم بتحليل ملفه بعناية. ادرس استراتيجيته، عدد صفقاته، نسبة النجاح على مدى زمني طويل، وأهم من ذلك: مستوى التقلّب والمخاطرة. اسأل نفسك: هل أنت مستعد لتقبل الخسائر المؤقتة التي يتقبلها هذا المتداول؟ التناسق أهم من النتائج السريعة.

ثانيا: الاعتماد على متداول واحد فقط

وضع كامل رأس المال في نسخ متداول واحد، أملاً في تحقيق أرباح عالية من خلاله فقط. وهذا خطأ يقع فيه الكثر من متداولي النسخ، مارس مبدأ التنويع. اختر عدّة متداولين بأساليب مختلفة (بعضهم يعتمد على التحليل الفني، وآخرون على الأساسي أو التداول اليومي أو طويل الأجل). بهذه الطريقة، تقلل من تعرّضك لأي فشل أو خسارة كبيرة ناتجة عن تصرّف متداول واحد.

ثالثا: تجاهل إدارة رأس المال

ضخ مبالغ كبيرة منذ البداية دون خطة واضحة أو نسبة مخاطرة مدروسة، يعتبر من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها متداولو النسخ، ابدأ بمبالغ صغيرة، وراقب الأداء على مدى أسابيع. لا تنسَ تحديد حدود للخسارة اليومية أو الشهرية، واستخدم أدوات إدارة المخاطر التي توفرها المنصة مثل إيقاف النسخ تلقائيًا عند خسارة معينة.

رابعا: نسخ المتداولين دون فهم السوق

الاعتقاد أن مجرد نسخ الآخرين يعني أنك غير مضطر لفهم السوق أو متابعة الأخبار، ليس أمرا جيدا ، رغم أن التداول بالنسخ يُقلّل من التعقيد، إلا أن امتلاك فهم عام لحركة السوق، والأحداث الاقتصادية الكبرى، وقواعد المنصة يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في اتخاذ قرارات ذكية بشأن من ومتى تنسخ. المتابعة اليومية ولو بشكل مختصر تعزّز وعيك الاستثماري.

خامسا: التسرّع في التقييم وسحب النسخ عند أول خسارة

الذعر من أول خسارة بسيطة، وإيقاف النسخ فورًا قبل إعطاء الوقت الكافي لاستراتيجية المتداول أن تؤتي ثمارها، كن واقعيًا. حتى أفضل المتداولين يتعرضون لخسائر مؤقتة. ما يهم هو الأداء طويل الأجل واتّساق النتائج. امنح المتداول فترة كافية (شهر إلى ثلاثة أشهر على الأقل) قبل أن تقرّر تغييره. ولا تتبع العواطف عند اتخاذ قرارات استثمارية.

خاتمة:

التداول بالنسخ يُمكن أن يكون أداة فعّالة لتحقيق الأرباح، خاصّة للوافدين الجدد إلى عالم العملات المشفّرة. لكنه يتطلّب وعيًا، صبرًا، وتحليلًا مدروسًا. بتجنّب الأخطاء الخمسة السابقة، يمكنك تعزيز فرصك في النجاح وتقليل المخاطر إلى حد كبير. تذكّر: في عالم الكريبتو، ليس من يربح بسرعة هو الأفضل، بل من يستمرّ في الربح بذكاء.

رابط التسجيل في منصة بينانس: https://www.binance.com