السعودية تفاجئ الأسواق الرقمية بدخول رسمي في عملة "$PEPE ".. خطوة استراتيجية أم مضاربة محسوبة؟

في خطوة لافتة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المالية والرقمية، أعلنت مصادر مطلعة داخل هيئة السوق المالية السعودية أن جهات استثمارية سعودية بدأت الدخول بشكل منظم في عملة الميم الشهيرة "PEPE"، وذلك ضمن استراتيجية جديدة لاستكشاف الفرص في أسواق الأصول الرقمية غير التقليدية.

وبحسب التقرير المسرب من مركز التحليلات الرقمية التابع للهيئة، فإن صناديق استثمارية سعودية محددة بدأت بضخ سيولة مُقدّرة مبدئيًا بـ 50 مليون ريال سعودي (نحو 13.3 مليون دولار) في عملة PEPE، وذلك عبر محافظ إلكترونية موزعة على منصات تداول عالمية مركزية ولا مركزية، كجزء من خطة تجريبية تمتد لثلاثة أشهر.

التحول من الحذر إلى الترقب النشط

من المعروف أن السعودية تبنّت خلال السنوات الماضية نهجًا حذرًا تجاه العملات الرقمية، رغم اهتمامها المتزايد بتقنيات البلوكشين، إلا أن دخولها إلى عالم "الميم كوينز" تحديدًا يمثل تغيرًا نوعيًا في طريقة فهمها للسوق الرقمية. ويرى محللون أن هذه الخطوة تأتي في إطار التحول الاقتصادي الأوسع ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني واستكشاف قطاعات نمو عالية المخاطرة وعالية العائد في آنٍ واحد.

وقال الدكتور فهد العثمان، خبير الاقتصاد الرقمي في جامعة الملك سعود:

“عملات الميم، مثل PEPE، ليست مجرد أصول مضاربية، بل تمثل ثقافة رقمية شبابية عالمية. دخول المملكة في هذا القطاع قد يُفهم على أنه محاولة لربط الاقتصاد المحلي بالتحولات الرقمية العالمية بشكل غير تقليدي.”

ما الذي يجعل PEPE مغرية للسعودية؟

عملة PEPE، المستوحاة من شخصية الإنترنت الشهيرة "Pepe the Frog"، انطلقت في أبريل 2023 كمزحة رقمية، لكنها سرعان ما حصدت شعبية هائلة وجذبت رؤوس أموال ضخمة. مع سقف سوقي تجاوز مليار دولار في فترات الذروة، ووجود مجتمع نشط على مواقع التواصل، أصبحت PEPE ظاهرة فريدة في مشهد العملات الرقمية.

وتُرجع مصادر مطلعة هذا التوجه السعودي إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

1. قوة المجتمع الداعم للعملة (Community-Driven)، والذي يُعد محركًا رئيسيًا في الحفاظ على زخم العملة.

2. الإمكانات العالية لتحقيق أرباح قصيرة ومتوسطة الأجل نتيجة لتقلبات السعر.

3. الرمزية الثقافية المرتبطة بـ PEPE، والتي يمكن توظيفها لاحقًا في حملات تسويقية شبابية أو رمزية لاحتضان السعودية لثقافة الويب 3.0.

ردود الفعل العالمية والمحلية

أدى هذا التحرك السعودي إلى ارتفاع طفيف في سعر العملة بنسبة 7.4% خلال 24 ساعة، وفقاً لمنصة CoinMarketCap، وسط تكهنات بأن المزيد من رؤوس الأموال الخليجية قد تلحق بهذا التوجه قريبًا.

أما في الداخل السعودي، فقد انقسمت الآراء بين مؤيد يرى في هذه الخطوة "مغامرة ذكية مدروسة"، ومنتقد يحذّر من الانزلاق في فقاعة مالية تشبه ما حدث مع عملات الميم الأخرى في 2021.

هل هي البداية؟

لا تزال التفاصيل الكاملة حول الهيئات أو الصناديق المتورطة في هذا الاستثمار غير معلنة رسميًا، لكن الترجيحات تشير إلى أنها كيانات خاصة تعمل تحت إشراف شبه حكومي، ما يعني أن التجربة قد تكون مقدمة لتقنين أوسع أو إطلاق منصات تداول رقمية مرخصة في المملكة مستقبلاً.

وفي هذا السياق، نشر أحد مستشاري التقنية المالية في وزارة الاستثمار تغريدة مثيرة قال فيها:

"PEPE قد تكون الضفدع الذي قفز بالسعودية إلى مصاف الدول الرائدة في التجريب المالي الجريء."

ختاماً

بينما تترقب الأوساط المالية العالمية خطوات السعودية القادمة، فإن دخولها إلى عالم PEPE يمثل أكثر من مجرد استثمار رقمي عابر. إنها إشارة واضحة على أن السعودية بدأت تتعامل مع العملات الرقمية — حتى تلك ذات الطابع الهزلي — كجزء من منظومتها المالية المستقبلية، في وقت لا يزال فيه كثير من دول المنطقة مترددة في فتح هذا الباب.

$PEPE

#PEPE‏ #BinanceAlphaAlert