في الأسابيع الأخيرة، شهدت أسواق العملات الرقمية ارتفاعاً حاداً وغير مسبوق، مما أعاد إلى الأذهان مشاهد فقاعة 2021 ولكن بنكهة جديدة هذه المرة. فهل ما يحدث هو مجرد فقاعة مؤقتة؟ أم أن هناك دوافع اقتصادية واستثمارية حقيقية وراء هذا الجنون الصاعد؟

في هذا المقال، نسلط الضوء على الأسباب الرئيسية التي تقف خلف الطفرة المفاجئة، مع التركيز على بيتكوين كـ"مقياس للسيولة العالمية"، والألتكوينات مثل الإثيريوم والدوجكوين كمؤشرات ثانوية على تحسن معنويات السوق.

1. البيتكوين كمقياس للسيولة العالمية

يُنظر إلى البيتكوين اليوم على أنه أكثر من مجرد عملة رقمية، بل أصبح يُستخدم كمؤشر حقيقي لقياس مدى توافر السيولة في الأسواق العالمية.

فعندما تتراجع التوترات الجيوسياسية، وتنخفض مخاطر الصراعات الاقتصادية أو الحروب، يشعر المستثمرون براحة أكبر في ضخ أموالهم في الأصول ذات المخاطر الأعلى، مثل العملات الرقمية.

ومع تراجع حدة الأزمات في بعض المناطق، مثل استقرار أسعار الفائدة الأمريكية، وتهدئة الأوضاع بين القوى الكبرى، عاد المستثمرون إلى الأصول الرقمية بقوة، وكان البيتكوين هو أول من استقبل هذا الزخم.

2. الإثيريوم والدوجكوين يركبان الموجة

ما إن تبدأ البيتكوين بالارتفاع، حتى يتبعها ما يُعرف بـ"الألتكوينات" أو العملات البديلة، وعلى رأسها الإثيريوم والدوجكوين.

فمع تحسن المعنويات العامة، يتجه المستثمرون الباحثون عن أرباح سريعة إلى هذه العملات، لما تحققه من مكاسب سريعة ونسبية مقارنة بالبيتكوين الأكثر استقراراً.

الإثيريوم: يستفيد من التحسينات المستمرة في شبكته وتطور استخدامات العقود الذكية والـDeFi.

الدوجكوين: رغم بداياته الساخرة، يواصل الاعتماد على دعم المجتمعات الرقمية والتأييد غير المباشر من مؤثرين مثل إيلون ماسك.

3. عامل FOMO: الخوف من تفويت الفرصة

كلما ارتفعت أسعار العملات الرقمية، زاد ما يُعرف بـ"FOMO" أو الخوف من تفويت الفرصة، وهو ما يدفع الأفراد وحتى المؤسسات للانضمام إلى السوق قبل أن "يفوتهم القطار".

هذا العامل النفسي يضخ كميات ضخمة من السيولة في وقت قياسي، ويزيد من الزخم بشكل لافت، مما يعزز من سرعة وارتفاع الأسعار.

4. التوسع المؤسسي والدخول المؤسساتي الذكي

دخلت المؤسسات المالية الكبرى مجدداً إلى السوق، ولكن بحذر واحترافية أكبر. ومع ظهور منتجات مالية منظمة مثل صناديق ETF المعتمدة من هيئة SEC، أصبح الدخول إلى عالم الكريبتو أكثر شرعية وأمانًا، وهو ما جذب رؤوس أموال جديدة إلى السوق.

خلاصة: هل هذا الجنون له ما يبرره؟

نعم، هذه المرة يبدو أن الجنون مدعوم بعوامل منطقية:

انخفاض التوترات العالمية

تحسن المعنويات الاقتصادية

ازدياد شرعية العملات الرقمية

ثقة مؤسسية متنامية

ولكن في النهاية، تظل السوق شديدة التقلب، وما يصعد بسرعة قد يهبط بنفس الوتيرة. لذا يجب التعامل مع هذه الارتفاعات بحذر ووعي، دون الانجرار وراء العاطفة فقط.

#BTCBackto100K

#CryptoComeback

#BTCtrade

$BTC

$ETH

$XRP