ما فعله بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم يُعتبر خطوة كبيرة، لكنها تمرّ بهدوء دون أن ينتبه لها كثيرون. الفيدرالي اشترى سندات حكومية بقيمة 20.4 مليار دولار، مدتها ثلاث سنوات، وهذه أكبر عملية شراء يومية منذ عام 2021. وللتوضيح، هذا النوع من الشراء لا يتم عبر المزادات المعتادة، بل هو تدخل مباشر وضخّ نقدي حقيقي في السوق.
لكن لماذا يفعل الفيدرالي هذا؟ في الوضع الحالي، لا يستطيع أن يخفض أسعار الفائدة علنًا، لأن خفضها سيكون بمثابة رسالة سلبية ، وكأن الفيدرالي يعترف بأن هناك خطرًا أو أزمة قادمة. وهذا قد يثير الذعر ويؤدي الربما الى نتائج عكسية.
وفي نفس الوقت، لا يمكنه ببساطة طباعة الأموال والإعلان عن ذلك، لأن طباعة النقود بشكل صريح تضرّ بثقة الناس في النظام المالي وتخلق مخاوف من التضخم
لذلك، اختار الفيدرالي طريقًا ثالثًا: ضخ السيولة بشكل غير مباشر، عبر شراء السندات من السوق، وكأنه يمدّ السوق بالمال دون أن يُحدث ضجة.
ما يعنيه هذا فعليًا هو أن الفيدرالي بدأ مرحلة جديدة من دعم السوق، حتى وإن لم يعلن ذلك بشكل رسمي. ومن المرجّح أن تلتقط الأسواق هذه الإشارة، وتبدأ بالتحرك بناءً عليها....