SaylorBTCPurchase #SaylorBTCPurchase

في عالم العملات الرقمية، قلة من الأسماء تثير الجدل والاهتمام مثل مايكل سايلور، المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة شركة Strategy (المعروفة سابقًا باسم MicroStrategy). منذ أغسطس 2020، تحولت الشركة من كونها مؤسسة برمجيات تقليدية إلى واحدة من أكبر المستثمرين المؤسسيين في البيتكوين، حيث باتت تمتلك أكثر من 553,555 بيتكوين بقيمة إجمالية تتجاوز 36.5 مليار دولار بحلول أبريل 2025. في هذا المقال، نستعرض أحدث خطوات سايلور في اقتناص البيتكوين، وكيف تؤثر استراتيجيته على السوق الرقمي والاقتصاد العالمي.

استراتيجية الاستحواذ المستمرة

في أواخر أبريل 2025، أعلنت Strategy عن شراء 15,355 بيتكوين بقيمة 1.4 مليار دولار، وهي الصفقة الأكبر للشركة خلال العام. هذا الاستحواذ، الذي تم تمويله من خلال بيع أسهم الشركة المفضلة والعادية، يعكس التزام سايلور الثابت برؤيته: البيتكوين ليس مجرد أصل استثماري، بل هو “ملكية رقمية” ومخزن قيمة طويل الأجل. منذ بداية العام، استحوذت Strategy على 91,800 بيتكوين إضافية، مما يمثل 17% من إجمالي حيازاتها، محققة أرباحًا غير محققة تُقدر بنحو 15 مليار دولار.

ما يميز استراتيجية سايلور هو انتظامها وشفافيتها. غالبًا ما يلمح سايلور إلى عمليات الشراء المرتقبة عبر منشوراته على منصة X، مثل عبارته الشهيرة “Stay Humble. Stack Sats”، التي أثارت تكهنات المستثمرين في أبريل 2025. هذه المنشورات، التي تُعتبر بمثابة إشارات غير رسمية، تُتبع عادةً بإعلانات رسمية عن مشتريات جديدة، مما يعزز ثقة المستثمرين في التزام الشركة.

خطة طموحة بقيمة 42 مليار دولار

في أكتوبر 2024، كشفت Strategy عن خطة “21/21”، التي تهدف إلى جمع 42 مليار دولار بحلول 2027 لتمويل مشتريات البيتكوين. تشمل الخطة إصدار 21 مليار دولار من الأسهم و21 مليار دولار من الأدوات ذات الدخل الثابت، مثل السندات القابلة للتحويل والأسهم المفضلة. في مارس 2025، أعلنت الشركة عن برنامج “ATM” لبيع أسهم مفضلة بقيمة تصل إلى 21 مليار دولار، مما يعكس تصميم سايلور على تعزيز حيازات البيتكوين بشكل منهجي.

سايلور، الذي يمتلك شخصيًا أكثر من 17,732 بيتكوين منذ 2020، يرى أن هذه الاستراتيجية ليست مجرد استثمار، بل هي “رهان على مستقبل الاقتصاد الرقمي”. في مارس 2025، اقترح سايلور على الحكومة الأمريكية تخصيص 5-25% من إجمالي المعروض من البيتكوين (ما يعادل 5.25 مليون بيتكوين) كجزء من “احتياطي البيتكوين الاستراتيجي” بحلول 2035، متوقعًا أن يولد هذا الاحتياطي ما بين 16 إلى 81 تريليون دولار بحلول 2045.

تأثير السوق وردود الفعل

مشتريات Strategy الضخمة لها تأثير مباشر على ديناميكيات السوق. وفقًا لمحللين مثل آدم ليفينغستون، فإن معدل تراكم Strategy اليومي (حوالي 2,087 بيتكوين) يفوق بكثير المعروض اليومي من التعدين (450 بيتكوين)، مما يخلق ضغطًا شرائيًا يشبه “تخفيض العرض إلى النصف” بشكل اصطناعي. هذا الطلب المؤسسي، إلى جانب تدفقات صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) التي سجلت 3 مليارات دولار في أسبوع واحد في أبريل 2025، ساهم في استقرار سعر البيتكوين فوق 94,000 دولار.

ومع ذلك، لم تخلُ استراتيجية سايلور من التحديات. في الربع الأول من 2025، سجلت Strategy خسائر غير محققة بقيمة 5.91 مليار دولار بسبب تقلبات أسعار البيتكوين، التي هبطت دون 80,000 دولار في عدة مناسبات. كما أثارت تصريحات الشركة في أبريل 2025 حول إمكانية بيع بعض حيازاتها في حال انخفاض الأسعار بشكل حاد تساؤلات حول تناقض ذلك مع شعار سايلور الشهير “لا تبع بيتكوين أبدًا”.

رؤية مستقبلية

مايكل سايلور ليس مجرد مستثمر في البيتكوين، بل هو داعية لتحول اقتصادي عالمي. في قمة العملات الرقمية بالبيت الأبيض في مارس 2025، دعا إلى تصنيف الأصول الرقمية إلى فئات واضحة (مثل السلع الرقمية والأوراق المالية الرقمية) لتقليل عدم اليقين التنظيمي وتعزيز التبني المؤسسي. يرى سايلور أن البيتكوين هو “الذهب الرقمي”، وأن امتلاكه يمثل سيطرة على “أرض افتراضية” في الفضاء السيبراني.