منذ انطلاقها في عام 2019، جذبت Pi Network ملايين المستخدمين حول العالم بوعد بسيط وساحر: "قم بتعدين عملة رقمية مجانًا من هاتفك، وستصبح يومًا ما ذات قيمة كبيرة". لكن مع مرور الوقت، بدأت تتكشف ملامح مشروع قد يُسجل كـأكبر عملية احتيال ناعمة في تاريخ العملات الرقمية، وربما في تاريخ الإنترنت بالكامل.

1. الوهم النفسي وراء "المجان"

Pi Network اعتمدت على مبدأ نفسي قوي: الندرة المجانية. المستخدم يدخل التطبيق يوميًا، يضغط على زر التعدين، ويحصل على "عملات" دون أن يدفع شيئًا. هذا الإحساس بامتلاك شيء نادر مجانًا جعل ملايين الأشخاص يلتزمون يوميًا بتشغيل التطبيق، بينما هم في الحقيقة لا يحصلون على أي قيمة حقيقية ملموسة.

2. تسويق هرمي مقنّع

من أجل تسريع التعدين، يُطلب من المستخدمين دعوة أصدقائهم. كلما زاد عدد الإحالات، زادت سرعة التعدين. هذا النمط جعل المشروع ينتشر كالنار في الهشيم، لكنه في جوهره قريب جدًا من نماذج التسويق الهرمي التي تركز على التوسع وليس على القيمة أو المنتج الحقيقي.

3. لا قيمة، لا شفافية، لا منتج

رغم الملايين من المستخدمين، لم تقم Pi Network بإدراج العملة في أي منصة تداول حقيقية لفترة طويلة، وكل ما تم تقديمه هو "متاجر تجريبية" وهمية داخل الشبكة، في بيئة مغلقة (Mainnet مغلق). لم تُقدَّم أي شفافية حول الكود المصدري أو القيمة الاقتصادية أو خطة واضحة للطرح الحقيقي.

4. جمع ضخم لبيانات المستخدمين

التطبيق يطلب صلاحيات واسعة مثل:

الوصول إلى جهات الاتصال

معرفة الموقع الجغرافي

تتبع استخدام الهاتف

كل هذا دون توضيح فعلي لكيفية استخدام البيانات أو حمايتها. وفي حال تم استغلال هذه البيانات أو بيعها، فإن هذا وحده يشكل عملية استغلال خطيرة لملايين البشر.

5. خدعة التصريف الكبرى: من يشتري Pi؟

واحدة من أخطر النقاط هي أن الفريق المؤسس يحتفظ بنسبة ضخمة من العملات (يُقدر أنها تتجاوز 20-25%). وعند فتح السوق، سيتم السماح للمستخدمين بشراء Pi بالدولار أو العملات الأخرى، بحجة أن العملة أصبحت "ذات قيمة".

لكن في الحقيقة:

الطلب سيأتي من الناس العاديين الطامحين في الربح.

والعرض الضخم سيكون من الفريق نفسه الذي حصل على العملات مجانًا، وسيبيعها مقابل أموال حقيقية.

هذه الخطة الذكية تتيح لهم تصريف مليارات العملات التي يمتلكونها، وتحقيق أرباح ضخمة من جيوب المستخدمين البسطاء، بينما تنهار قيمة العملة لاحقًا بسبب التضخم المفرط في المعروض.

6. ملايين ضاع وقتهم مقابل "لا شيء"

لسنوات، استثمر الناس وقتهم ومجهودهم وحتى علاقاتهم في نشر Pi Network، طمعًا في فرصة ثراء مستقبلي. النتيجة حتى الآن: لا إمكانية حقيقية للبيع، لا أرباح ملموسة، لا مشروع واضح. فقط وعود تتجدد كل عام.

---

الخلاصة

Pi Network ليست مجرد عملة مشكوك فيها، بل مشروع مبني على استغلال نفسي، بيانات شخصية، جهود ملايين، وخطة اقتصادية تفتح الباب لتصريف ثروة رقمية ضخمة لصالح جهة واحدة على حساب الجميع.

وفي حال تم تنفيذ هذه الخطوات كما هو مرسوم، فقد تُسجّل Pi Network كأكبر عملية احتيال ناعمة في التاريخ من حيث عدد المتأثرين بها.

افادنا برايك ان كنت تريد ان نكمل في كشف اسرار باقي العملات

ارجو النشر لزيادة الوعي